العداءة المغربية نوال المتوكل

Admin الثلاثاء مارس 25, 2008 4:21 pm

في الوقت الذي تتباهى فيه كل دولة عربية بعدد الميداليات التي حققتها على مدار تاريخ الدورات الأوليمبية ، وتقام فيه الاحتفالات والمؤتمرات وتصرف المكافآت للأبطال العائدين بالميداليات أيا كان معدنها ذهبية أو فضية أو برونزية ، تظهر نجمة عربية تحمل كل الفخر لأبناء الوطن العربي.

سيدة لم تضف إلى سجل بلادها سوى ميدالية ذهبية واحدة ، إلا إنها استطاعت في غضون بضع سنوات أن تمنح بلدها المغرب والدول العربية جميعا شرف أكبر من أقرانها حاملي الميداليات ، إنها العداءة المغربية نوال المتوكل رئيسة مفتشي اللجنة الأوليمبية الدولية التي أسند إليها تقييم العروض الخمسة المقدمة لاستضافة أولمبياد 2012.

ولدت نوال المتوكل في الخامس عشر من أبريل عام 1962 بمدينة كازابلانكا المغربية ، حيث نشأت وتربت على العادات والتقاليد العربية ومارست العدو كهاوية في الأعوام الأولى من طفولتها ، وإنتقلت المتوكل بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تلقت تعليمها الجامعي في جامعة "أيوا" التي أثبتت فيها تفوقها العلمي والرياضي معا على جميع أقرانها الأمريكيين.

ورغم الإغراءات الكبيرة لمحاولة تجنيس العداءة المغربية منذ بداية نضوج موهبتها الرياضية إلا أنها اختارت أن تحمل اسم المغرب في مشوارها الرياضي الحافل بالبطولات ، والتي فازت خلاله بذهبية سباق 400 متر عدو في دورة ألعاب البحر المتوسط عام 1983 بالمغرب ، وذهبية 400 متر عدو في دورة الألعاب الأفريقية في القاهرة في نفس العام ، وذهبية دورة ألعاب البحر المتوسط لسباق 400 متر عدو في سوريا عام 1987 ، وذهبية سباق 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأوليمبية 1988 بلوس أنجلوس.

وإذا كان فوز المتوكل بذهبية لوس أنجلوس أسعد حدث رياضي في المغرب عام 1988 ، إلا إنه كان ذو قيمة أكبر بكثير للدول العربية ، حيث أصبحت المتوكل أول إمرأة عربية مسلمة تحصد ميدالية ذهبية في الألعاب الأوليبمية ، لتفتح بذلك بابا جديدا للرياضة النسائية في الوطن العربي مرت من خلاله العديد من البطلات أمثال الجزائرية حسيبة بولمرقة الفائزة بذهبية سباق 1500 متر عدو في برشلونة 1992 ، والسورية غادة شعاع الفائزة بذهبية السباعي في ألعاب القوى بدورة أطلنطا عام 1996 ، والمغربية نزهة بدوان حاملة برونزية 400 متر عدو في سيدني 2000 ، وآخرهم المغربية حسناء بن حسي الفائزة بفضية سباق 800 متر عدو في دورة الألعاب الأوليمبية 2004 بأثينا ورغم اعتزال نوال المتوكل سباقات العدو إلا إنها لم تبتعد عن المجال الرياضي ، بل وجدت لنفسها مجالا فسيحا في الإدارة فتولت العديد من المناصب الرفيعة في بلدها بدءا من منصب نائب رئيس اتحاد ألعاب القوى المغربي عام 1992 ، ثم عضو اللجنة الأوليمبية المغربية عام 1993 ، وصولا إلى سكرتيرة الدولة للشباب والرياضة عام 1997 ، وعلى المستوى الدولي تقلدت نوال المتوكل أيضا مناصب غاية في الأهمية ، حيث تم انتخابها عضو بالمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى عام 1995 ، ثم عضو في اللجنة الأوليمبية الدولية عام 1998.

وكما حققت المتوكل العديد من الألقاب والميداليات والإنجازات لبلدها المغرب ، فإن وطنها لم يفوته تكريمها دوما بالقدر الذي تمثله بالنسبة لكل مواطني المنطقة العربية ، فاختارها العاهل المغربي محمد السادس ضمن الوفد الرفيع الذي قام بعرض ملف المغرب لإستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 ، كما قلدها العاهل المغربي وسام المكافأة الوطنية من درجة قائد في أغسطس 2004.

ورغم كل هذا المشوار الطويل من النجاحات في الملاعب وخارجها إلا أن تاريخ 27 يوليو 2004 يظل عالقا في ذهن العداءة المغربية كحدث لا ينسى حيث اختارتها اللجنة الأوليمبية الدولية رئيسا للجنة تقييم ملفات المدن الخمس المتقدمة بطلب استضافة أولمبياد 2012 وهى مدريد ، نيويورك ، لندن ، باريس وموسكو.

وخلال هذه المهمة الجديدة حظيت المتوكل بتقدير عالمي من أعلى المستويات السياسية والشعبية على مستوى العالم لم ينله أي من الشخصيات الرياضية العربية ، حيث التقت برئيس وزراء إسبانيا خوزيه لويس ثاباتيرو ، والرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الإليزيه ، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ، بينما استضافتها الملكة إليزبيث الثانية ملكة إنجلترا في قصر باكنجهام ، وكذلك استقبلها الرئيس الوسي فلاديمير بوتين ، مما وضعها في مصاف السفراء والوزراء ، ولكنها سفيرة فوق العادة ، إنها نوال المتوكل "سفيرة الرياضة العربية".

نوال المتوكل في سطور :

السن : 43 عاما
الجنسية : مغربية
الحالة الاجتماعية : متزوجة ولديها طفلان

المنصب الحالي : عضو اللجنة الأوليمبية الدولية
أبرز الإنجازات الرياضية : ذهبية 400 متر حواجز في أولمبياد لوس أنجلوس 1988